أدى تسريب مقطع صوتي للرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، يقول فيه إنه كان بإمكانه رفع السرية عن وثائق الأمن القومي خلال فترة رئاسته، لكنه فشل في القيام بذلك، إلى زلزلة موقف "ترامب" في قضية الوثائق، ومن الممكن أن يدينه ويكون بمثابة "دليل دامغ" ضده.

وذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن المدعين الفيدراليين بحوزتهم مقطع صوتي يُمكن سماع الرئيس السابق فيه يقول إنه يحتفظ بمعلومات عسكرية "سرية"، وأنه لم يعد لديه سُلطة رفع السرية، يوم الجمعة، بعد يوم واحد من توجيه الاتهام إلى ترامب بسبع تهم تتعلق بتعامله مع وثائق سرية.

تسريب يُدين ترامب

وجاء في نص المقطع الصوتي "بصفتي رئيسًا كان بإمكاني رفع السرية، لكنني الآن لا أستطيع"، خلال التسجيل، الذي تم إجراؤه خلال اجتماع خاص في عام 2021، اعترف ترامب بحيازته وثيقة سرية للبنتاجون، حول هجوم مُحتمل في إيران، وفقًا لـ"سي إن إن" .

سيكون تصريح ترامب المزعوم خلال اجتماع 2021 مُهمًا إذا كان صحيحًا؛ لأنه قد يثبت أن الرئيس السابق كان على علم بأن السجلات التي يحتفظ بها في "مار إيه لاجو" كانت سرية، بما يتعارض مع ما قاله مرارًا وتكرارًا في الأشهر الماضية، أن كل الوثائق تم رفع السرية عنها.

نفى ترامب مرارًا الاحتفاظ بوثائق الأمن القومي بعد مغادرته منصبه، لكن في الصيف الماضي، وجد محققو مكتب التحقيقات الفيدرالي خلال مداهمة لمنتجع الرئيس السابق "مار إيه لاجو" في فلوريدا أن العديد من الوثائق السرية كانت مُحتجزة في مقر إقامته.

ترامب ينفي عدة تهم

وجه المدعون الفيدراليون، الخميس، عدة تهم لترامب، بشأن احتفاظه بوثائق الأمن القومي عند مغادرته البيت الأبيض في يناير 2021، بالإضافة إلى عرقلة مزعومة لجهود الحكومة لاستعادتها، فيما تكون هذه هي المرة الأولى التي يواجه فيها رئيس سابق للولايات المتحدة اتهامات فيدرالية، إلا أن ترامب ينفيها.

وعلق ريان جودمان، المستشار الخاص السابق في وزارة الدفاع، على الكشف الوارد في الشريط قائلًا: "هذا يبدو وكأنه دليل دامغ للغاية للادعاء".

في حين لم يتم الإعلان عن تفاصيل لائحة الاتهام حتى الآن، قال مصدران مطلعان على الموقف لم يُصرح لهما بالحديث عنه علنًا لوكالة "أسوشييتد برس" إن ترامب وجهت إليه سبع تهم تتعلق بحيازته وثائق سرية، ومن غير المعروف ما إذا كانت أي من التهم السبع تتعلق باجتماع عام 2021 المُسجلة على المقطع المسرب.

سهولة إدانة ترامب

يعتقد العديد من الخبراء أن المدعين الفيدراليين يمكن أن يثبتوا بسهولة أن ترامب أساء التعامل مع الوثائق السرية بعد تركه لمنصبه، خاصة إذا فشل ادعاؤه في أن يثبت أنه قد رفع السرية عن الوثائق في السابق.

وقال المدعي الفيدرالي السابق، نياما رحماني، رئيس محامي محاكمة الساحل الغربي، لمجلة نيوزويك: "إنها نزهة للمدعين العامين لإثبات أن ترامب احتفظ بوثائق بشكل غير قانوني، من منظور قانوني بحت وتنحية السياسة جانبًا وما قد يكون عليه تحيز هيئة المحلفين في فلوريدا".

وأضاف: "كان دفاع ترامب أكد أنه رفع السرية عن هذه الوثائق بطريقة ما، ولكن إذا انهار هذا الدفاع، فإن نفس الحجة الدفاعية تجبره على الاعتراف بشكل أساسي بأنه احتفظ بالوثائق".

وأردف رحماني، قائلا: "التقارير الإعلامية عن تسجيل مقطع صوتي تحدث فيه ترامب عن وجود وثيقة سرية عن إيران، يمكن استخدامها أيضًا لإثبات أنه يعرف شخصيًا ما لديه ومدى حساسيته".